راتب المتوفي المتقاعد
ثم تأتي خاتمة السورة لإقرار وتأكيد أنّ الله سبحانه وتعالى يعلم غيب السموات والأرض، والله سبحانه وتعالى بصير ومُطّلع على جميع البشر وما يعلمون. [١٠] المراجع ^ أ ب سيد قطب (1412 هـ)، في ظلال القرآن (الطبعة السابعة عشرة)، القاهرة: الشروق، صفحة 3334 وما بعدها، جزء 6. ↑ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ) (1419 هـ)، تفسير القرآن العظيم (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة ص341 وما بعدها، جزء 7. ↑ سورة الحجرات، آية: 2. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن الزبير، الصفحة أو الرقم: 4367، صحيح. ↑ سورة الحجرات، آية: 4. ↑ رواه السيوطي ، في الدر المنثور، عن زيد بن أرقم ، الصفحة أو الرقم: 13/536، إسناده حسن يؤخذ به. ↑ سورة الحجرات، آية: 6. ↑ سورة الحجرات، آية: 1. ↑ سورة الحجرات، آية: 18. ↑ محمد بن محمد ابن عرفة الورغمي التونسي المالكي، أبو عبد الله (المتوفى: 803هـ) (2008)، تفسير ابن عرفة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 36-52، جزء 4.
موضوعات سورة الحجرات تورد سورة الحجرات في سياق آياتها الكلام في عدّة موضوعات أخلاقيّة، منها ما يأتي: [١] مُخاطبة المؤمنين بألا يقولوا على الله ورسوله في دين الله بما لا يعلمون، وأن يتّقوا الله سبحانه وتعالى. توجيه الصّحابة إلى ضرورة توقير الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- وعدم رفع أصواتهم عند رسول الله. التأدّب مع الرسول الكريم وعدم مُناداته من وراء الحجرات. توجيه المسلمين بالتوثّق من الأخبار قبل نقلها؛ حتى لا يُؤدّي إلى الفساد وإيقاع الأذى بالناس. تفضيل الإيمان وفضله، وإنعام الله على المسلمين بتفضيلهم الإيمان على الكفر، وتزيينه الإيمان في قلوب المؤمنين. الحديث عن قواعد الخلاف في الإسلام بين المؤمنين والطريقة الإيمانيّة الصحيحة في التّعامل معها ومُعالجتها. النهي عن السّخرية من الآخرين. النهي عن إطلاق الألقاب ومُنادة الناس بألقابهم. توجيه المسلمين بالبعد عن الظنّ والتجسّس على الناس والغِيبة التي مَثَّلت لها الآيات بأبشع الصّور؛ فالذي يغتاب الناس كمن يأكل لحم أخيه الميت. تعريف الناس بميزان التّفاضل بينهم وهو التقوى. الله سبحانه وتعالى جعل البشر شعوباً وقبائل بهدف التعارف وتبادل الخبرات البشريّة مُتعدّدة النفع، لا التمييز والعنصريّة.
[٤] قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) [٥] ؛ سبب نزول هذه الآية أنّه جاء جماعة من العرب فقالوا هيا بنا نذهب ونسمع من ذلك الرجل (يقصدون رسول الله -عليه الصّلاة والسلام-)، فإن كان نبيّاً فرحنا به، وإن كان مَلَكا أخَذَنا تحت جناحه. وقد ورد هذا الحديث عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قَالَ: (اجْتَمَعَ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ فَقَالُوا: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَإِنْ يَكُ نَبِيًّا فَنَحْنُ أَسْعَدُ النَّاسِ بِهِ، وَإِنْ يَكُ مَلِكًا نَعِشْ بِجَنَاحِهِ. قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته بما قالوا فجاؤوا إلى حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فَجَعَلُوا يُنَادُونَهُ وَهُوَ فِي حُجْرَتِهِ: يَا مُحَمَّدُ يا محمد، فأنزل الله تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنِي، فَمَدَّهَا فَجَعَلَ يَقُولُ «لقد صدق الله تعالى قَوْلَكَ يَا زَيْدُ، لِقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَكَ يَا زَيْدُ).
عدد آيات سورة الحجرات ثماني عشرة آيةً، تقع في ترتيب المصحف الشريف في المركز التّاسع والأربعين بين ترتيب سور القرآن الكريم، في الجزء السادس والعشرين، وترتيبها بين أحزاب القرآن الكريم الحزب الثاني والخمسين، وموقعها ضمن الرُبعين السادس والسابع، وجاء نزول سورة الأحزاب بعد سورة المُجادِلة.